"قمة ألاسكا".. انتهاء لقاء ترامب وبوتين دون اختراق حاسم في ملف أوكرانيا

اختتم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، في ألاسكا، قمتهما الأولى منذ آخر لقاء تم بينهما في العام 2019 دون التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن الحرب في أوكرانيا، رغم الأجواء الودية والتصريحات الإيجابية المتبادلة. 

وأشاد الرئيس دونالد ترامب بوجود "تقدم" في المحادثات، في حين أعرب بوتين عن أمله في أن يمهد التفاهم الحالي الطريق للسلام، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم السبت.

شهدت القمة لحظات لافتة، أبرزها استقبال ترامب لبوتين في قاعدة "المندورف ريتشاردسون" الجوية، في أول زيارة يقوم بها الزعيم الروسي إلى أرض غربية منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022. 

وتبادل الرئيسان المجاملات أمام الإعلام، وأكد ترامب أنه "أحرز تقدماً" مع بوتين، فيما أبدى الأخير استعداده للقاء ثانٍ قد يُعقد في موسكو.

نقاط إيجابية بالمسار السياسي

أظهر اللقاء رغبة الطرفين في إبقاء قنوات الحوار مفتوحة، وهو ما اعتبره مراقبون فرصة لتخفيف التوترات بين واشنطن وموسكو. 

كما أكدت تصريحات ترامب وبوتين على ضرورة البحث عن أرضية مشتركة، وفتح الباب أمام مشاورات جديدة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وحلف شمال الأطلسي.

ورغم الإيجابية المعلنة، لم يسفر الاجتماع عن اتفاق لوقف إطلاق النار أو تسوية القضايا الجوهرية. 

وأثارت تصريحات ترامب، التي قللت من احتمال فرض "عواقب خطيرة" على روسيا، انتقادات لدى بعض الحلفاء الغربيين. 

ومن جانبه، حذر بوتين كييف والعواصم الأوروبية من "تعويق عملية السلام" أو القيام بـ"استفزازات".

تأثير الوضع الميداني

جاءت القمة في وقت حققت فيه روسيا مكاسب ميدانية قد تعزز موقفها التفاوضي، في حين أعلنت أوكرانيا استعادة بعض القرى. 

ويعكس هذا التباين على الأرض صعوبة الوصول إلى تسوية عاجلة، رغم التوافق الظاهري بين الرئيسين الأميركي والروسي على ضرورة إنهاء الحرب.

وترك لقاء ألاسكا الباب مفتوحاً أمام إمكانية إحراز تقدم في المستقبل، لكنه أكد في الوقت نفسه على عمق التعقيدات التي تحيط بالملف الأوكراني. 

وفي ظل غياب اتفاق ملموس، يبقى الرهان على قدرة القنوات الدبلوماسية على ترجمة الإشارات الإيجابية إلى خطوات عملية نحو السلام.